سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف يحصل المبدعون على الافكار ؟
منذ مدة طويلة و انا ابحث و اكتب في هذا الموضوع و من يتابعني على الفيسبوك او تويتر يعلم بهذا
كنت متحمس جدًا و مازلت في كتابتي لهذه المقالات ( السلسلة ) و متحمس جدًا لعرضها عليكم
لأنه ربما ستكون هذه المقالات جديدة و مختلفة عن المقالات التي تتحدث عن نفس الموضوع رغم قلة هذه المقالات في المحتوى العربي.
سأحاول جاهدًا في تلك المقالات ان شاء الله و التي ستكون سلسلة بعنوان ( كيف يحصل المبدعون على الافكار )
ان اوضح لكم طرق عديدة و متنوعة للحصول على الافكار و خصوصا الابداعية منها و كيف يحصل هؤلاء المبدعون على تلك الافكار
ستجدون طرق ربما لم تسمعوا بها من قبل و طرق معروفة و لكن سأحاول عرضها بطريقة مختلفة و توضيحها.
فالحصول على فكرة لـ تصميم ما هي غاية كل مصمم و خصوصًا مصمم الجرافيك و بالأخص مصمم الشعارات لكي يتجنب النقل و التقليد و يتميز فيما يقدمه و بالتالي ترتفع قيمته
فالملقدون مصيرهم الاندثار و الاختفاء او على الاكثر سيظلون في مستوى معين لن يتحركوا منه
ثم ان من يقلد هذا لا يتعبر مصمم بالأساس – أقصد هنا من اتخذ التقليد مهنة و ليس مرحلة بدائية حتى يتعلم بعض التقنيات بمعنى ان التقليد جيد في مرحلة المصمم المبتدئ او في مرحلة نوع جديد من التصاميم يتعلمه المصمم –
فالمصمم الحق هو منتج الافكار و مخرجها.
حسنًا
كيف يحصل المبدعون على الافكار – كيف احصل على فكرة تصميم – كيف احصل على فكرة ابداعية ؟
هذه الاسئلة و غيرها مما يشبهها يسألها الكثير من المصممين بل كلهم فحتى الذين يعرفون الإجابة يستمرون في البحث عن إجابات و طرق اخرى فهذه سمة من سمات المبدع
عليك ان تكون على يقين بأن الإبداع ليس شيئًا يملكه البعض دون الآخر
و لكنه شئ فطري و اظنه مرتبط بالاكتشاف ..
كل واحد منا لديه القدرة على الإبداع و لكن بعضنا يحتاج تفعيل تلك القدرة و في هذه السلسلة ستتعرف عدة طرق للتفعيل.
و لأننا اعتدنا على التقليد و اعتدنا تعلم الشئ كما هو و لم يُسمح لنا بل و لم نسمح لأنفسنا بأن نضيف او نعدل و نبدع
فاندثرت قدراتنا الإبداعية الفطرية التي خلقنا الله بها.
غير ان الإبداع يحدث شئت ام أبيت و الدليل هو تلك الأحلام التي تحلمها و تكون بعيدة تمامًا عن المنطق
القوة هنا ان تققوم بتوظيف هذا الإبداع بوعي و لخدمة مشاريعك و الخروج بفكرة على ارض الواقع
قد تظن أن الإبداع يأتي صدفة أو يأتي الإبداع عشوائيًا ، يقول تعالى : ( وكل شئ عنده بمقدار ) للإبداع اسباب علينا تحقيقها لكي نحصل عليه
ربما قمنا ببعض تلك الاسباب دون ان ندرى و لذلك نسمي الافكار التي تاتينا نتيجة لهذا ( صدفة ).
هناك انواع كثيرة للإبداع و لكن سنركز هنا على الإبداع الفني
الأفكار تأتي ببساطة حتى لو لم نفكر فيها فهي تأتي
حتى اننا احيانا تأتينا افكار سلبية او وساوس و كذلك الأفكار الإيجابية فوجود الأفكار حقيقة حتمية
و القوة هي ان نختار و نتبنى تلك الافكار التي تجعلنا نتميز و نرقى .
ستعرف في هذه السلسلة ما هي الفكرة و من أين تأتي و ما مصدرها و اصلها و طرق عديدة للحصول عليها و خصوصًا الافكار الإبداعية.
ركز في الاسطر القادمة
ما هي الفكرة ؟
الفكرة هي كل شئ تتخيله أو لا تتخيله
الفكرة هي اي شئ يأتي في العقل سواء ناتج عن عملية التفكير او غير ناتج عن عملية التفكير أي بوعي او بدون وعي
انتظر سأبسط لك الأمر
ما معنى ان الفكرة شئ لا تتخيله ؟
ربما يكون الامر معقد او عميق بعض الشئ و لكن هناك ما تشعر به و لا يمكنك تخيله فهذه طبيعته لا صورة له
يمكننا ان نأخذ الحب كمثال فأنت تحب شخص ما و لكنك لا يمكنك تخيل هذا الحب و ما شكله
بغض النظر انه يمكنك الشعور به او ان يتجسد هذا الحب في مواقف.
ربما لا يكون الحب مثالا دقيقًا فلنأخذ مثلًا الموسيقى فهناك نغمات لا يمكنك تخيلها خصوصا لو لم تكن تعلم الآلة الي عزفت بها
فكرة الإيمان بشئ ما مثلًا.
طيب الافكار ناتجة عن عملية التفكير و هذه معروفة و لكن ما تلك الافكار الغير ناتجة عن عملية التفكير ؟
المقصود بتلك الافكار الغير ناتجة عن عملية التفكير هي أفكار اللاوعي التي ينتجها عقلك الباطن او الاواعي
و لكنها بطريقة او بأخرى تتأثر بطريقة تفكيرك الواعية كالأحلام مثلًا بكثير منها متأثر بأفكارك و تجاربك و المواقف التي تمر بها في حياتك اليومية.
طيب ما هي طبيعة الفكرة المادية ؟
نقول السؤال بطريقة اخرى : الفكرة عبارة عن ايه ؟ و ما تعريف الفكرة ؟
في الحقيقة بحثت كثيرًا عن تعريف مادي للفكرة او ماهيتها و لكني لم اجد سوى تعريفات تصف ان الفكرة هي نتاج التفكير
حسنا نا انا موافق و لكن ما الفكرة ؟ ما هذا الشئ المسمى بالفكرة كيف يمكن ان اتخليها ؟
كيف شكلها في الدماغ ؟
و بفضل الله توصلت لتعريف بعد بحث آخر و سؤال أحد الاطباء ان عن شئ استنتجت ما يلي :
الفكرة ماديًا هي عبارة عن إشارة عصبية عندما تكون في الدماغ و ممكن نقول هي عبارة عن طاقة او شحنة او موجة
تكون عبارة عن إشارة عصبية عندما تكون في الدماغ او المخ او العقل
و تكون عبارة عن طاقة او موجة ( مثل موجات الـ wi-fi ) عندما تنتقل في الجو
نعم الافكار تنتقل في الجو و لهذ تحدث توارد الافكار
لمن لا بعرف توارد الافكار : يعني الفكرة تنتقل من شخص لآخر بدون اي حديث بينهما
ربما تسأل هذا السؤال لو انك لست شغوفًا بالمعرفة : ما الذي سأستفيد به من معرفتي لماهية الفكرة و تعريفها ؟
بالتأكيد حصولك على معلومات كافية لشئ تريد الحصول عليه سيساعدك بطريقة مباشرة او غير مباشرة للحصول على هذا الشئ
ربما يبسط لك التعريف الفكرة و يجعلها شئ مألوف بالنسبة إليك و هذا يجعل منها شئ سهل و ليس معقد يمكنك التحكم به و استحضاره متى شئت.
هكذا تعرفنا على الفكرة و كيف هي
نأتي لسؤال أهم وهو المدخل الاقرب لموضوع السلسلة
من أين تأتي الفكرة وما هو أصل الفكرة وما مصدرها ومنبعها ؟
أصل الفكرة و مصدرها
تكلمت عن أصل الفكرة في احدى المقالات و لكني هنا سأحاول توضيح الأمر اكثر.
نقصد بأصل الفكرة هنا هو ما الذي أتي بأفكار كل تلك الاختراعات او التصميمات التي نراها اليوم
سنبدأ الامر بهذا السؤال و ننتهي بالإجابة عليه و معرفة أصل الفكرة :
برأيك ما الذي يأتي أولًا الفكرة أم الأداة ؟ يمعنى : هل الفكرة هي سبب صناعة الأداة ام الأداة هي سبب ولادة الفكرة ؟
لنأخذ مثالًا عن التصميم و نطبق هذا السؤال عليه : هل برنامج التصميم ( الفوتوشوب مثلا ) هو سبب ولادة فكرة التصميم ام الفكرة هي سبب ولادة برنامج الفوتوشوب ؟
بالطبع الفكرة هي سبب ولادة البرنامج فسبب وجود هذا البرنامج فكرة في عقل صانع هذا البرنامج ( البرنامج هنا هو الأداة التي نقصدها في السؤال )
الآن إذا عدنا لسؤال : هل الفكرة هي سبب ولادة الأداة ام الأداة هي سبب ولادة الفكرة ؟ بماذا ستجيب؟ بالطبع ستقول لي الفكرة تأتي اولًا و هي سبب ولادة الاداة
سأقول بأن إجابتك ليست صحيحة تمامًا
صحيح أن العقل هو من ابتكر تلك الأدوات بالتالي فالفكرة هي سبب وجود الاداة
ولكن هذا الكلام على المستوى السطحي فنحن نريد ان نعرف الأصل أصل أول فكرة للإنسان
ربما سيوضح لك هذا المثال الأمر اكثر : برنامج التصميم هذا جاء بسبب فكرة التصميم في عقل الرسامين و المصممين و فكرة التصميم و الرسم تعلمها الإنسان من الطبيعة و قوانينها و طبعًا هذا بفضل الله فهو سبحانه ( علم الإنسان ما لم يعلم )
فالطبيعة خلقها الله و سخرها لنا فيقول سبحانه : ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
تعلم الإنسان على مر العصور من الطبيعة
فتعلم دفن موتاه من غراب ، بقول تعال : ( فبعث الله غرابًا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة اخيه ).
الطبيعة بكل مافيها و بكل مافينا
طيب نحن نعرف بكل مافيها و لكن ما معنى بكل مافينا ؟ أقصد بكل مافينا اننا من الطبيعة ، فيقول تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين )
الطبيعة بكل مافينا حواسنا التي تجعلنا ندرك العالم
فالخبرات التي نكتسبها كلها بحواسنا تندمج معًا في عقولنا و تتشكل بها افكارنا.
إذًا فاصل الفكرة هي الطبيعة و هي هنا بمثابة الأداة التي انبثقت بسببها كل أفكار العالم الموجودة الآن و التي ستوجد في المستقبل
و يمكننا التعمق و تفصيل الأمر الأكثر و نعتبر الطبيعة مكونة من شيئين كما ذكرنا في بكل مافيها و بكل مافينا
و اعتبار ان كل مافينا من حواس هي الاداوت الرئيسية التي ساهمت في صناعة الفكرة و اعتبار ان مافيها من انهار و محيطات و جبال و حيوانات و اشجار هي المواد الخام او المواد الاولية التي صنعت منها الفكرة.
طيب و ماذا ستستفيد من معرفتك لأصل الفكرة ؟
كما قلنا في معرفتك لأصل الاشياء يجعلها سهلة و مألوفة و يمكنك التحكم بها
و تعرفنا على أصل الفكرة و مصدرها يجعلنا نركيز على هذا المصدر والأصل لنحصل منه على أفكارنا.
إلى هنا وصلنا إلى نهاية المقال الأول والذي يعتبر مقدمة للسلسلة
هل تذكر ماتحدثنا عنه في تلك المقدمة ؟ 😀
تعرفنا على ماهية الفكرة و كيف هي و انها عبارة عن اشارة عصبية أو طاقة
وتعرفنا على أصل الفكرة ومن أين تأتي وما مصدرها الأصلي .
في المقالات القادمة سنتعرف على طرق الحصول على الافكار و كيف نكون مبدعين.
ان اصبت فبتوفيق الله وان اخطأت فمن نفسي . وإن أصبت فأعينوني وإن أخطأت فقوموني.
لمتابعة المقالات أول بأول تابعني على facebook أو twitter او يمكنكم التسجيل بالبريد الالكتروني في المدونة ليصلكم المقالات الجديدة.
تحديث :
المقال الثاني في السلسلة : كيف يحصل المبدعون على الافكار ؟ | التغذية البصرية ، البحث والاكتشاف
انتظر القادم
اليوم ان شاء الله
http://mohamedadesigner.com/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%AD%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D9%83%D8%A7%D8%B1-%D8%9F-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%BA%D8%B0%D9%8A/
👌👌👌👌👌👌👌👌👌👌👌
شكرا لك
المقال ممتاز وغني بالمعلومات القيمة شكرا لمجهودك
شكرا جزيلا اختي ..